اتهم النائب البريطاني عن حزب الإحترام جورج غالاوي من سماها القوي الكبري بإستخدام لبنان كخنجر ضد سورية، وجماعات مرتبطة بالأكثرية النيابية في لبنان بتمويل تنظيم فتح الإسلام الاصولي، معتبراً أن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط فقد عقله . وقال غالاوي لـ يونايتد برس إنترناشيونال امس الإثنين إن القوي الكبري ومعها إسرائيل تستخدم لبنان مسرحاً لإحداث مزيد من الإنقسام بين صفوف الدول العربية، وتستخدمه أيضاً كخنجر في ظهر سورية لمجرد أنها رفضت الإنحناء للإحتلال غير المشروع لأراضيها وللممارسات الإجرامية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، ولهذا السبب تتم معاقبة سورية ويجري إستخدام لبنان كخنجر لخدمة هذا التوجه .
وهاجم غالاوي الزعيم الدرزي وليد جنبلاط علي تصريحاته الأخيرة التي اتهم فيها سورية بدعم جماعة فتح الإسلام ، وقال إن السيد جنبلاط فقد عقله، ولا أعرف ما إذا كان ذلك تم بتأثير التبغ الذي يدخنه أو بسبب المواد الموجودة في هواء المختارة، واتمني من أجل مصلحته أن ينصحه شخص ما بأن يستلقي في غرفة مظلمة ويبقي فيها إلي أن يتعافي .
واعتبر ما جاء علي لسان جنبلاط بأن فتح الإسلام ، عصابة سورية مزاعم لا أساس لها من الصحة بتاتاً ، وقال نحن نعرف من هم ممولو الجماعات الإسلامية السنية في لبنان، ونعرف أنهم مرتبطون بالأكثرية النيابية وفعلوا ذلك لأسباب طائفية لكنهم اكتشفوا مثل الكثير من قبلهم الدرس الذي تعلمه الدكتور فرانكشتاين في الرواية المشهورة وهو أن صناعة الوحش ممكنة لكن السيطرة عليه مستحيلة .
وفيما رفض النائب البريطاني الكشف عن هوية الممولين، قال إنهم ينتمون إلي التيار المؤيد للأكثرية النيابية في لبنان ولأغراض طائفية بحتة، وبنوا وحش فرانكشتاين غير أنه خرج عن سيطرتهم، وهذا يشبه تماماً ما حصل لتنظيم القاعدة حيث ابتدعت الولايات المتحدة أسامة بن لادن وجعلت منه وحشاً واعتقدت أن بإمكانها السيطرة عليه لكنها تناست أن سبب كون الوحش وحشاً هو إستحالة السيطرة عليه . ويعتبر النائب غالاوي من أشد منتقدي سياسات حكومة بلاده في الشرق الأوسط إلي درجة أن حزب العمال الحاكم فصله من عضويته عام 2004 بسبب موقفه المناهض لحرب العراق، لكنه أسس في العام التالي حزباً سماه (الإحترام) وتمكن من الفوز بمقعد دائرة بيثنال غرين وبو الواقعة شرق العاصمة لندن وتقطنها غالبية من المسلمين الآسيويين في الإنتخابات العامة التي جرت عام 2005.
وهاجم غالاوي صمت المجتمع الدولي علي إستمرار الإحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية بعد مرور 40 عاماً علي حرب حزيران (يونيو) 1967، وقال إن مرور أربعة عقود علي الإحتلال يمثل نصف الراوية بعد إبتلاع جزء كبير من فلسطين عام 1948 والتسبب في مسيرة العذابات الطويلة لشعبها في المنافي ومخيمات اللاجئين، ومحو القسم الباقي منها عن الخريطة عام 1967 .
واضاف أن العالم لم يرفع إصبعاً واحدة طوال الأعوام الأربعين الماضية لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والتي بلغ عددها 60 قراراً بالإضافة إلي 49 قراراً أخري استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضدها وتجميد قرارات كثيرة غيرها بسبب تهديد واشنطن بإستخدام الفيتو .
وقال إن المجتمع الدولي وبدلاً من أن يعاقب إسرائيل علي إرتكابها أطول إنتهاكات من نوعها للقانون الدولي عرفها التاريخ، يقوم بمكافأتها ومن دون إنقطاع بالمال والسلاح وبالدعم الدبلوماسي والسياسي، ويضيف الإهانات إلي جروح الفلسطينيين من خلال تحويلهم من ضحايا للإرهاب إلي إرهابيين، ويعامل الدول العربية التي تطالب بإستعادة أراضيها المحتلة مثل سورية علي سبيل المثال كدول معتدية ودول مارقة في حين يتعامل مع إسرائيل كما لو أنها دولة أوروبية .
واضاف غالاوي أن إسرائيل ونتيجة سياسة المسايرة الغربية صارت تشارك في مسابقة الأغنية الأوروبية والبطولات الأوروبية لكرة القدم، وتقوم بسرقة أموال السلطة الفلسطينية ، غير أنه شدد علي أن موقف الرأي العام العالمي يتعاظم الآن وبدأ يأخذ طبيعة فعّالة ويؤمن بأن قضية فلسطين هي لب المشكلة وستبقي جميع المشاكل معلقة ما لم يتم إيجاد حل عادل لها . (يو بي آي)