تطعيم النباتات
عملية التطعيم النباتي vegetal grafting هي تثبيت جزء من نبات محدد يسمى الطعم على نبات آخر يسمى الأصل، فينمو الأول على جذور الثاني بعد الالتحام التام لطبقتيهما المولدتين ومن ثم ينمو النباتان طولياً وقطرياً بانقسام الخلايا في كل منهما.طرائق التطعيمتشمل التركيب أو التطعيم بالقلم أوالتطعيم بالبرعمة.أولاً ـ التركيب: ويتضمن الأساليب الآتية:1ـ التركيب البسيط السوطي whip grafting
يستعمل هذا التركيب في أواخر الشتاء قبيل بدء سريان العصارة في النبات لتطعيم أشجار الأصول الفتية وجذور التفاح والكمثرى التي قطرها نحو 2.5سم وينبغي أن يكون قطر الأصل والطعم متماثلين تماماً لضمان الالتحام الكامل بينهما. وينفذ بإجراء برية نظيفة ومستوية ومائلة طولها 2-5سم وبشكل متماثل على كل من الأصل وقلم الطعم. ويؤخذ قلم الطعم من المنطقة الوسطى للطرد التي تحوي على 3-4 براعم، ومن ثم تطبق البريتان بعضهما على بعض ويربطان بشرائط لدائنية أو ألياف الرافيا بعد التأكد من التطابق التام بين طبقتي الكامبيوم في كل من الأصل والطعم ويغطى قلم الطعم ومنطقة التطعيم بشمع البرافين السائل في درجة حرارة 70ْم (الشكل -1).2ـ التركيب اللساني tongue grafting
تنفذ خطوات هذا التركيب كما هي في التركيب السوطي، ولكن يضاف إليها عمل لسان في كل من بريتي الأصل والطعم المرفق بعين واحدة وذلك بإجراء شق طوله 1-2سم في الثلث العلوي الحاد لكلتا البريتين وبحيث تأخذ منطقة الالتحام شكل حرف N عند تركيب الطعم على الأصل. ومن ثم يربط مكان التطعيم، ويشمع الطعم كما سبق ذكره في التركيب السوطي، تستعمل هذه الطريقة في تطعيم أصول الكرمة والجوز، وتجرى الطريقتان السابقتان على الطاولة في الغرف الخاصة بالمشتل (الشكل -2).وتستعمل أيضاً في تطعيم الكرمة طريقة مايوركين (الشكل -3) أو الشق القمي الكامل أو الكتفي (الشكل-4) أو أيضاً بالتركيب المسنن (الشكل-5) وبالتركيب أوميغا المفصلي بوساطة جهاز خاص.
3ـ التركيب القمي بالشق cleft graftingيطبق في تطعيم الأشجار في نهاية فترة سكون عصارة النبات، ويجب أن يكون قطر الأصل 3-5سم على الأقل. يقص الأصل بمنشار قرب سطح التربة في مكان خال من التفرعات والعقد أو الأشواك، ثم يشق الأصل شقاً عمودياً لعمق 5-7سم بموس التطعيم أو بالساطور، ويفتح الشق بإزميل التطعيم لإدخال قلم الطعم فيه.
تحضر أقلام الطعم من طرود عمرها سنة واحدة، وذلك بعمل بريتين على الجهة السفلية للقلم، وبحيث يوضع الجانب الرفيع العاري من البريتين في داخل شق الأصل وجانبها العريض نحو خارجه.في بعض الأحيان يتم تركيب قلمين على جانبي الشق الواحد حين يسمح قطر الأصل بذلك. ويجب أن ينطبق تماماً كامبيوم الطعم على الطبقة المماثلة له في الأصل، وفيما عدا ذلك فلن يحدث الالتحام المطلوب، ويتبع ذلك ربط الجروح وتغطيتها بشمع الماستيك (الشكل -6).يستعمل هذا التركيب في تطعيم الفروع الهيكلية الرئيسة التي تكوّن تاجاً، وينبغي عدم قطع جميع الفروع وتطعيمها دفعة واحدة، ودائماً ينصح بإجراء تطعيم تدريجي للشجرة في مدة تراوح بين 2 و3 سنوات، كي لا يضعف نموها وتتدهور طعومها الجديدة. ويمكن أيضاً تطعيم أصل الكرمة بطريقة الشق القمي الكامل.4ـ التركيب القلفي الطرفي tip bark graftingيجرى هذا التطعيم في بداية الربيع لسهولة فصل اللحاء عن الخشب، ويفضل تطبيقه على فروع الأشجار التي قطرها يفوق 5سم، ينشر الأصل المراد تطعيمه أفقياً كما في الطريقة السابقة، ويعمل شق طولي في القلف مبتدئاً من سطح المقطع الأفقي وطوله يساوي طول برية قلم التطعيم. يحضر قلم التطعيم الحاوي على (2-3) براعم بإجراء بريتين مائلتين على قاعدته بشكل إسفين لإدخاله في الشق المماثل والجاهز على خشب الأصل، ومن ثم يثبت قلم التطعيم على الأصل بالربط بألياف الرافيا، وتدهن الجروح بالشمع (الشكل -7).
5ـ التركيب باللصق approach graftingيجرى هذا التطعيم في بداية موسم النمو، حيث توضع غرسة الأصل البري المحدد والمزروعة في أصيص بجوار شجرة الأم الطعم، ويعمل كشط طوله 5-7سم في كل من الأصل والفرع المختار من الشجرة لإزالة اللحاء والكشف على الكامبيوم. وثم يطبقان بعضهما على بعض بربطهما بالرافيا، وبعد الالتحام يقص الطعم تحت منطقة التطعيم وأما الأصل فيقص فوقها (الشكل -8).
ثانياً ـ التطعيم بالبرعمة buddingتعد هذه الطريقة الأكثر شيوعاً وفاعلية من طرائق التطعيم الأخرى، سهلة الإجراء وتلائم أغلب الأشجار المثمرة، وتشتمل على طريقتي التطعيم بالبرعمة الدرعية والبرعمة الرقعية. نسبة نجاحها مرتفعة نحو 95٪.1ـ التطعيم بالبرعمة الدرعية shield buddingتجرى هذه الطريقة في موسم النمو، لسهولة فصل اللحاء عن الخشب، ويتألف الطعم من عين واحدة أو برعم واحد مع قطعة من القلف، ويسمى التطعيم بالبرعمة اليقظة حين تنفذ في الربيع أو الصيف، والبرعمة النائمة عند إجرائها في نهاية الصيف أو بداية الخريف، ويجب أن يراوح عادة قطر الأصل بين 7و12ملم. يحضر الأصل بشق قشرته على شكل حرف T (وبطول يتناسب مع طول الدرع الذي يتوسطه برعم الطعم)، ومن ثم يجهز برعم التطعيم بإجراء حزّ أفقي فوق البرعم بمسافة 1-1.5سم في قلف عقل الطعوم، وحزّين مائلين انطلاقاً من طرفي الحزّ الأفقي السابق ليلتقيا تحت أسفل البرعم بمسافة 1-2سم، ويمكن عندئذ فصل هذا الدرع مع برعمه عن خشب العقلة بسهولة مع ضرورة التأكد من وجود القاعدة السفلية (السمسمة) داخل الدرع.
ومن ثم يُدخل الدرع في شق الأصل بوساطة نصل الموسى ولحين انطباق قاعدته على الجانب الأفقي للشق، ويضغط قلفا الشق يدوياً لضمان التحام كامبيوم الدرع مع كامبيوم وخشب الأصل. ويتبع ذلك الربط الجيد بالرافيا أو بالشريط اللدائني ولا يُزال الرباط إلا بعد التأكد من نجاح التطعيم، ويُقص الأصل في حينه على ارتفاع 12-15سم فوق مكان التطعيم لتوجيه الغذاء إلى برعم الطعم (الشكل -9).2ـ التطعيم بالبرعمة الرقعية patch buddingتتلخص هذه الطريقة بأخذ البرعم مع جزء من قلف قلم الطعوم على شكل رقعة مربعة مرفقة ببرعم واحد، وتستعمل في تطعيم الأشجار الثخينة القلف مثلالجوز والتين والفستق الحقيقي، وتنفذ العملية إما يدوياً وإما بآلة التطعيم بالرقعة. وتوضع الرقعة في مكانها المحضر على الأصل، وتربط جيداً ليتم الالتحام المطلوب، ويشتق عن هذه الطريقة التطعيم بالبرعمة الحلقية حيث يكون الطعم منها على شكل حلقة مع برعم واحد.3ـ التطعيم بالبراعم الساكنة (برعمة ييما) Yema buddingتطبق هذه الطريقة في الأشجار التي يصعب فيها فصل اللحاء عن الخشبمثل العنب، في أواخر الخريف. ويتم ذلك بعمل قطع مائل في قلم التطعيم فوق البرعم بمسافة (0.5-1) سم وبزاوية 45ْ، وقطع آخر مماثل ماراً تحت البرعم وملتقياً مع القطع الأول. وثم يفصل القلف المصحوب ببرعم مع جزء من الخشب. وتطبق العملية نفسها في الأصل بين عقدتين، ومن ثم يركب الطعم في فراغ الأصل المماثل ويربط بألياف الرافيا (الشكل-10).
ومن الطرائق الحديثة المستعملة حالياً على نطاق كبير طريقة التطعيم بالبرعمة المشطوفة chip udding باستعمال درع مرفق ببرعم على شكل حرف Uوبعد إزالة الخشب من داخله.الأسس البيولوجية والفيزيولوجية لعملية التطعيميعد الالتحام بين الطعم والأصل أساس عملية التطعيم، ويحصل هذا الالتحام بين خلايا الطبقات السطحية للكامبيوم في كل من الطعم والأصل والتي تتكاثر مكونة خلايا الكنب البارانشيمية التي تتداخل وتلتحم فيما بينها مالئة الفراغات الموجودة في منطقة الالتحام ومكونة شريط الكامبيوم الجديد الذي يمتد بين الخشب واللحاء على شكل حلقة كاملة ومن ثم تنقسم خلايا هذا الشريط الكامبيومي مكونة خشباً ولحاء جديدين في نسيج الكنب بين الأصل والطعم، ويحدث عندئذ الاتصال بينهما قبل نمو براعم الطعم وتكوين النموات الخضرية الجديدة مما يضمن عملية التغذية المائية والمعدنية المطلوبة. كما يحتفظ كل من الأصل والطعم بصفاتهما الوراثية والبيولوجية والفيزيولوجية على نحو مستقل. فمثلاً عند تطعيم البشملة (الاكي دنيا) على الأصل السفرجل، يبقى الأول دائم الخضرة والثاني متساقط الأوراق. وكذلك الأمر في حال تطعيم البرتقال (المستديم الخضرة) على الأصل البرتقال الثلاثي الأوراقponcirus trifoliate(المتساقط الأوراق).العوامل التي تؤثر في نجاح عملية التطعيم1ـ عدم التوافق بين الطعم والأصل، بسبب عدم وجود قرابة نباتية بينهما، فكلما ازدادت درجة القرابة النباتية بين الطعم والأصل ارتفعت نسبة نجاح التطعيم.2ـ عدم الانطباق التام بين الأنسجة الميرستيمية (الكامبيوم) في الأصل والطعم. مما يؤدي إلى حصول التحام مؤقت بسبب تشكل أنسجة بارانشيمية من دون أوعية متصلة بين الأصل والطعم. وقد يعود ذلك إلى الاختلاف التشريحي بين أنسجة الطعم والأصل أو إلى وجود اختلافات فيزيولوجية أو كيمياوية في تركيب العصارة النباتية.3ـ للشروط البيئية أثرٌ مهمٌّ في نجاح عملية التطعيم، لذلك يجب اختيار الموعد الأمثل للتطعيم، فالتطعيم بالبرعم يتم أثناء سريان العصارة في أثناء موسم النمو، في حين أن التطعيم بالقلم يتم في نهاية فترة السكون النسبي الشتوي، وفي كلتا الحالتين يجب حماية الطعم من الجفاف والرياح والإشعاعات الشمسية والبرد.4ـ تختلف الأصول في قدرتها على التوافق مع الأصناف لذلك يجب بذل العناية التامة في انتقاء الأصول الملائمة للأصناف ومراعاة الشروط التي يجب أن تتوافر في كلتيهما.5ـ للخبرة العملية والأيدي الماهرة أثرٌ مهمٌّ في نجاح عملية التطعيم، فلا بد من العمل بسرعة على إنجاز التطعيم بشكل صحيح ودقيق وإتمام الربط والتشميع لتجنب دخول الهواء والماء بين المقاطع إلى نقاط التطعيم وعدم فشل عملية الالتحام بين الأصل والطعم.6ـ من القواعد الأساسية لنجاح عملية التطعيم ضمان خلو كل من الأصل والطعم من الآفات الفيروسية والمرضية والحشرية والفيزيولوجية إضافة إلى ضرورة تعقيم الأيدي والأدوات المستخدمة.التأثير المتبادل بين الطعم والأصلآـ تأثير الطعم في الأصل: يؤثر الطعم في الأصل ويكسبه بعض الصفات الجديدة في الحالات الآتية:1ـ طبيعة نمو الجذور: إن الطعم يؤثر في الأصل من حيث زيادة امتصاص الجذور لبعض العناصر المعدنية، فقد وجد أن تطعيم أصل التفاح M5 على الأصل M7. النصف المقصر يزيد في امتصاص المجموعة الجذرية لعنصر البوتاسيوم، كما يمكن أن يؤثر الطعم في معدل نمو الأصل بسبب تزويد الأخير بمواد كاربوهيدراتية وبمنظمات نمو تزيد في سرعة نموه.2ـ مقاومة الصقيع: عند تطعيم أصناف الكمثرى على الأصل البري للكمثرىPyrus communis تصير جذوره أقل مقاومة للصقيع من مقاومة جذور الأصل نفسه غير المطعم.3ـ مقاومة شروط التربة الكلسية: فقد تبين أن جذور أصل العنب الأمريكيVitis riparia غير المطعم تستطيع أن تنمو في تربة تصل نسبة الكلس فيها إلى 26٪ إلا أن هذا الأصل المزروع في التربة نفسها سرعان ما يموت في حال تطعيمه ببعض أصناف العنب.4ـ حجم ثمار الأصل: يؤثر بعض أصناف العنب الأوربي في حجم ثمار عنب الأصل الأمريكي فتزيد من حجمها، كما يؤثر صنف التفاح ماكنتوش في لون الثمار الخضراء للأصل tomkinf king فتجعلها حمراء اللون وأبكر نضجاً.5ـ يقصر الصنف الضعيف قوة نمو الأصل مؤدياً إلى تقصير عمر الأشجار وتغيير في توزيع المجموعة الجذرية في التربة.ب ـ تأثير الأصل في الطعم: ويشمل النقاط الآتية:1ـ قوة نمو الشجرة وحجمها: عند تطعيم أصناف التفاح غولدن أو ستاركنج على الأصل المقصر M9 تتكون أشجار قزمية أو معتدلة الحجم،في حين يؤدي الأصل القوي M25. المطعم بالأصناف نفسها إلى تكوين أشجار كبيرة الحجم. 2ـ تبكير الدخول في طور الإثمار المليء: تسرع عملية تطعيم الأصناف على أصول مقصرة دخول أشجارها في طور الإثمار المليء في حين أن تطعيم الأصناف نفسها على أصول قوية يؤدي إلى تأخير دخولها في طور الإثمار المذكور. 3ـ طول مدة حياة الأشجار: تكون مدة حياة الأشجار المطعمة على أصول قوية أطول منها في الأشجار المطعمة على أصول مقصرة. 4ـ مقاومة الشروط الطبيعية: تؤثر الأصول في مقاومة الطعوم للبرودة والجفاف فمثلاً تطعيم البرتقال العادي Citrus sinensis على الأصل البرتقال ثلاثي الأوراق يجعل الطعم أكثر مقاومة للبرد من الأصول الأخرى، كما أن أصل الخوخ مايروبلان يتلاءم مع شروط الأراضي الثقيلة القوام، ويستخدم الأصل المحلب لمقاومة ارتفاع نسبة الكلس في التربة. 5ـ كما يمكن للأصل أن يجعل الطعم أكثر مقاومة للأمراض، فتطعيم أصناف العنب المحلية والأوربية على الأصل B41 يجعلها مقاومة لحشرة الفيللوكسرا ولارتفاع نسبة الكلس في التربة. 6ـ ويمكن للأصل أن يؤثر أيضاً في حجم الثمار ولونها وطبيعة انتشار المجموعة الخضرية وموعد تساقط الأوراق وغيرها. عماد العيسى
ليس هناك تعليقات »
ترك تعليق